ChroniquesPolitique

ورطة محلية…هزيمة عالمية

لقد اصبحت مسألة رعب السلطة وجنونها من الثورة الشعبية امرا واضحا وجليا للعيان ولا يستطيع ان ينكره الا من يرفض ان يرى الاشياء بوضوح

جنون دفعها لخيارات في الغالب متطرفة لا تخدمها ولا تخدم الجزائر بل وورطتها بعض الاجراءات والخيارات في متاهات سياسية وحقوقية لم تتمكن بعد من التملص من تبعاتها

السلطة وعلى خلفية خوفها من الحراك لجأت كالعادة للحل الامتي القمعي وباشرت مصالح الامن يوم امس وفقا لهذا الخيار على اعلى مستوى حملات توقيف واعتقال وقمع في اغلب مدن الجزائر مست ناشطين ومتزاهرين سلميين

حملات الاعتقال تتبعها حسب الموقوفين عمليات استنطاق تحت التهديد والتعذيب في مراكز الامن

وتكون الشعارات العفوية التي ابدعها الحراك مؤخرا وتتعلق برفض هذا القمع والعنف والتنديد به وخصوصا الصادر عن مصالح  الامن الداخلي التابعة للجيش قد تسسببت في فقد نظام العسكر لاعصابه ودفعته للتصرف بوحشية تجاه المتظاهرين السلميين

هذا الوضع الذي لاحظه المتتبعون خلال حراك جمعة الامس يؤكد مرة اخرى التجاوزات التي ترتكبها السلطة واعوانها تجاه الشعب وهو الموضوع الذي استدعى تدخل جمعيات حقوقية في الداخل والخارج مستهجنة هذا العنف الامني بل ان المفوضية السامية لحقوق الانسان  بمنظمة الامم المتحدة قد اصدرت تقريرا شديد اللهجة يدين نظام العسكر في الجزائر ويفتح الباب واسعا لنقاش التجاوزات الحقوقية في الجزائر على مستوى دولي

وقد جاءت  في هذا التقرير اشارة شديدة  الوضوح » لقلق المنظمة البالغ ازاء تدهور وضعية حقوق الانسان في الجزائروالقمع المستمر والمتزايد  ضد الحراك المؤيد للديمقراطية « 

المنظمة الاممية وبصرف النظر عن مسالة تلويح السلطات الجزائرية بعقوبة سحب الجنسية من الجزائريين شددت على مسألة تكييف القوانين غامضة الصياغة و المحتوى التي تستعمل لردع  المواطنيين

وامام هذه الفضيحة المجلجلة لنظام العسكر ختم التقرير دعوة جادة لفتح تحقيقات فورية ونزيهة وفعالة في جميع مزاعم التعذيب وسوء المعاملة اثناء الاحتجاز ومحاسبة  المسؤولين وضمان حصول الضحايا على التعويض

فهل تاكد نظام العسكر بعد هذه الهزيمة الحقوقية النكراء انه لم يعد يستطيع حتى الاختباء من  سوءاته التى داب على اخفائها بالطرق الملتوية وبريع مال الجزائريين وعلاقاته المشبوهة بجهات مصلحية نافذة في مراكز القرار الاممي والدولي؟؟

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *