مجلة الجيش : الفاظ طائشة و »بارود عراسي «
يبدو ان كاتب افتتاحية مجلة الجيش في عددها الاخير يكون قد افرغ مخزونه من الشتائم والاوصاف القبيحة عشوائيا و في كل الاتجاهات وعلى جميع الجبهات دون تحديد العدو ولا حصره وتعيينه بدقة وهذا تصرف لا يليق بعسكري من المؤكد ان يكون قد تلقى تدريبا على المحافظة على الذخيرة وتسديدها فقط عند تحديد الهدف بدقة سواء كانت ذخيرة حربية او لغوية لفظية
ويظهر ايضا ا ان كاتب الافتتاحية ومن يقف وراءه قد اثبتوا من حيث ارادوا النفي ان مؤسةة الجيش هي التي تحكم فعلا في الجزائر وان القرارات المصيرية كلها تطبخ في مستوى اعلى من القيادة العسكرية
فقد وضعوا مؤسسة الجيش في موقف تبريري ازاء قرارات تسييرية وقانونية اتخذها تبون ودافعوا عنها بصورة مستميتة تقنع قارئ الافتتاحية ان الجيش اكثر ملكية من الملك وانه يدافع عن شرعية واهمية قرارات تبون اكثر من تبون نفسه
ومن جهة اخرى تقحم افتتاحية المجلة الجيش في مسالة الحراك وتجعل من نفسها ثنائية قطبية للثورة الشعبية وهذا ما يثبت فعلا ان الجيش هو من يسير حقا في الجزائر وان التغيير الذي يطالب به الحراك لا يزعج الواجهة المدنية للنظام الفعلي الحاكم في الجزائر والدليل القاطع على هذا التوجه هو ان مجلة الجيش تشير الى انزعاج ورعب كبيرين من شعار الثورة السلمية المطالب بدولة مدنية وليسيت عسكرية بل وتسلءل الكاتب « اين توجد هذه الدولة العسكرية التي يرفض الاحرار وجودها وينددون بممارساتها »
والاجابة انها توجد فعلا في محتوى الافتتاحية وتوجد في اصرارها على تجاهل مطالب الثورة وعدم الاستجابة لها وباصرارها على رفض الانصياع لشعار مدنية ماشي عسكرية الذي يعني ان افتتاحية مجلة الجيش يمكن ان تتحدث فقط عن القررات السيدة لبرلمان الشعب السيد بخصوص ميزانية القوات المسلحة بكل شفافية ونزاهة
مغالطة اخرى يسوق لها دون حياء كاتب الافتتاحية ومن وراءه تتحدث عن الحراك الاصلي الذي انطلق مطالبا بالتغييروداعما الجيش والحقيقة ان الحراك طالب ويطالب بالتغيير ولكن ليست له اي علاقة بدعم الجيش او بالاهتمام بمؤسسته بما هو اكثر من مطالبته بالعودة للثكنات وعدم اقحام نفيه في السياسة والحكم والانتخابات
واما ما تعلق باوصاف من قبيل خفافيش الظلام والمستثمرين في الحراك والوباء ومحترفي الافك والتظليل فهي « بارود عراسي » وطلقات طائشة تثبت بما لا يدع مجالا للشك ان الرعب من الثورة الشعبية السلمية والخوف من مطلب تمدين الدولة وما يمثله من خطر محدق بعصابة الفساد في نظام العسكر
ولكن الرد سيكون غدا مفحما في الجمعة الثامنة بعد المئة تصديقا لقول المجلة ان الشعب يعرف الفرق بين الغث والسمين .
الحقيقة ان افتتاحية مجلة الجيش قد اثبتت ثلاث حقائق جلية اولها ان الجيش قرارات تبون تتخذ على مستوى قيادة الجيش وتتكفل مجلة الجيش وتلفزيون الجيش الرسمي بالدفاع عنها
والحقيقة الثانية ان مطلب تمدين السلطة يزعج القيادة ااعيكرية بشكل عميق والحقيقة الثالثة هي مؤسسة الجيش لم تعد تملك خيارات كثيرة امام استمرار مطالب الحراك السلمي فلجأت كعادتها لاكاذيب التخويف من الاعداء المتربصين بالوطن والكائدين للجزائر والغيورين من النجاحات الكبيرة التي تحققها الجزائر الجديدة سياسيا واقتصاديا….