النظام ينهزم على كل الجبهات
ما تزال الهزات الارتدادية لزلزال الحراك تحرك وترعب السلطة واذرعها السياسية والاعلامية
الزلزال الذي لم تتوقع السلطة وحتى بما لديها من محللين ومخبرين ان يكون بهذه القوة والحدة والانتشار جعلها تحال لملمة نفسها قبل ان يجرفها سيل الملايين المطالبين بالتغيير الجذري للنظام ووجوهه
وفي خضم ردات الفعل العشوائية والمتسرعة فان وسائل اعلام النظام المرتبطة بريع الاشهار والتحرك بالمهماز ارتكبت مهازل فضيعة وورطت السلطة في الوقت الذي كانت مكلفة بتنظيفها وتحسين صورتها امام الراي العام الوطني والعالمي ولكن غياب الاحترافية وقلة الايمان بقضية السلطة جعلتها تزيد من متاعب النظام وتدينه من حيث ارادت تبرئته ولم تقتصر متاعب السلطة على خسارتها في جبهة الاعلام التي برهنت على تخلفها وردائتها وقلة حيلتها امام قوة الحراك وصدق قضيته
فقد تعدى الامر الى هزيمة اخرى نكراء منيت بها جبهة النظام السياسية
فلم تكن احزاب النظام واذرعه السياسية اكثر حظا من جبهته الاعلامية
اذ استنفر النظام بقايا احزاب التحالف الرئاسي لمحاربة الحراك وكلفها بمهمة تقسيمه وزرع الفتنة فيه وتوالت تصريحات وتدخلات رؤساء التشكيلات الحزبية التي تهدف الى انجاز هذه المهمة
فالقى بن قرينة بعصاه فاذا هي حبل تفوح منه رائحة الفرقة والفتنة ولكنه لم يسحر اعين الناس وانكشف سحره وباءت مهمته بالفشل الذريع والقى مقري بعده ما القى واذا بسحره يرتد عليه ويجد في انتفاضته التي اراد من خلالها بث الفرقة في مفاصل الثورة ولكنه وفي غمرة النشوة بالتبشير بنصرة قضيته وانتخاباته اعترف بان المخابرات متورطة في قتل الجزائريين
حقيقة طالما تفاداها السياسيون وتغاضوا عن الحديث عنها وتجمدت السنتهم كلما ذكرت في محافل السياسة
واليوم يفتح عبد الرزاق مقري الباب واسعا امام الحديث علانية عن تورط المخابرات في جرائم قتل الجزائريين فهل بات من الضروري مواصلة طرح هذا الملف علنيا وخصوصا بعد الذي اثاره السجين وليد نقيش من قضايا التعذيب و التجاوزات في مجال الحقوق والحريات وهو الملف الذي طرحته حتى المنظمة الاممية مؤخرا واعابت على الجزائر تورطها في هذه التجاوزات .