العسكر…سلطة بالمناولة ؟
يتواصل الضغط الشعبي ويتزايد على السلطة يوميا بعد مسيرات الامس الجمعة 108 ومسيرات اليوم التي شهدتها ايضا مدن جزائرية يرفع فيها المتظاهرون شعارات الحراك منذ انطلاقه مصرين على مطلب تمدين نظام الحكم ومطالبين الجيش بالاكتفاء بدوره الذي يحدده الدستور دون اقحام نفسه في السياسة والحكم
لقد اقتنع الشعب تماما بان مطلب مدنية ماشي عسكرية هو الخطوة الاساسية واللبنة الاولى لبناء الدولة الديمقراطية المنشودة وليس غريبا ان يزعج ويربك هذا الشعار النظام العسكري الحاكم في الجزائر ويجعله في وضع محرج رغم ما خطط له من مطبات ووضعه من افخاخ في طريق ثورة الشعب بهدف انهائها واخماد جذوتها
ويرى المتابعون ان الثورة الشعبية السلمية كشفت حقيقة لا يختلف فيها اثنان ولا يمكن انكارها وهي ان السلطة الفعلية الحاكمة في الجزائر لا تملك مشروعا ولا تصورا للجزائر المستقبلية التي تتغنى بها وليس لديها اي تصور لما ستكون عليه جزائر الغد رغم انها تتبجح بالحديث على التغيير والجزائر الجديدة
السلطة تثبت للعقول وللعيان انها تتخبط في مسألة مواجهة الحراك وانها وتحت الضغط المتواصل تعود دائما لعاداتها السيئة وتلجأ للحلول السطحية الترقيعية معتمدة على ثنائية الترغيب والترهيب ومعها بث الفتنة والاحقاد بين مكونات المجتمع
ورغم ان هذا البرنامج لا يعطي حلولا ناجعة بل ويعطي دوما نتائج معاكسة لنوايا السلطة فيدفع الحراك الى مزيد من الحضور والاصرار والتصعيد
الحراك كشف ايضا ان النظام الحاكم في الجزائر مرتبط باملاءات النافذين في دوائر القرار في الدول الاجنبية وعلى رأسها فرنسا وما يقوم به السفير الفرنسي في الجزائر من نشاط يقدم دليلا قاطعا على هذا التوجه
ويكون من المنطقي جدا ان تفتقر هذه السلطة الحاكمة في الجزائر لمشروع دولة لانها لا تمتلك كل ادوات القرار بين يديها فهي لن تغامر بتبني مشاريع تثمن الاستقلال السياسي والاقتصادي للجزائر وتبقي في ذات الوقت رهينة لوفائها لمستخدميها من الخارج ويظهر جليا ان نظام العسكر الذي يحكم فعليا في الجزائر يحاول امام تصعيد الحراك السلمي امحافظة على مصالحه ومصالح المرتبطين به في الخارج والاستمرار في سياسة المراوغة والهروب الى الامام دون حساب للوقت الثمين ولا للجهد الكبير الذي يتسببون في تضييعه امام الهبة الجزائرية الرامية لاسترجاع استقلال الجزائر المصادر